من هم المكاربة في أعراف القبيلة السبئية؟
بحث تاريخي بقلم الباحث:
م. عبدالرحيم جعدان
هيئة التكريب والمالية السبئية
هي الهيئة العليا والفرع الفيدرالي السبئي الأعلى المختص بالتكريب (أي التقريب) والمالية المتعلقة بالموارد والسلع والمنتجات والخدمات والجواري الاشتراكية والعملات النقدية. وتُعنى بتشكيل الاتحاد المالي للمجتمع السبئي، وبناء الهيكل المالي من مكرم/مكرب القرية إلى مكرم الدولة.
وظيفة هذا الهيكل هي حماية وصيانة وتشغيل البزنس في المجتمع السبئي، وهو المسؤول عن "تكريب" السلع والخدمات إلى كل أسرة، وربع، وقرية، ودائرة، ومخلاف، وقبيلة، وولاية. وهذا ما يسمى التكريب الداخلي.
أما التكريب الخارجي، فهو عملية تقريب السلع المحلية إلى الدول المجاورة وغير المجاورة، ولهذا سُمّوا مكارمة لأنهم بارعون في "تكريم" المنتجات للمجتمعات والمستهلكين، وهو ما يُعرف اليوم بالتسويق والتوزيع. وكلمة "مكرب" تعني "مقرب"، أي مزوّد أو موزّع منتج.
ولا يزال هذا اللفظ مستخدمًا في القرى والمجتمعات السبئية إلى اليوم، كمثل قولهم: "مقرب الأكل"، أي المسؤول عن تقديم الطعام مباشرة (كما في المطاعم). وعلى هذا النهج، تأسست هيئة التكريب السبئية، باعتبارها شبكة نقاط بيع وتوزيع يحصل من خلالها المواطنون على السلع والخدمات، والاشتراكات، والرسوم الحكومية، وغيرها.
بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي مرت به الدولة السبئية، نتيجة لانعدام الأسواق وشبكات التوريد والتوزيع، ورغم التوجيهات السياسية للشعب آنذاك بالاتجاه نحو الإنتاج والتصنيع والزراعة، إلا أن بعد المسافات، وغياب وسائل النقل السريعة، وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع... كلّها عوامل أدت إلى انخفاض الإنتاج الاقتصادي، وتراجع التصدير والاستيراد لعقود، وتكدس الأموال وجمودها.
حتى بزغ فجرٌ اقتصادي على يد الحكماء السبئيين، حيث أجروا دراسات على السوق والموارد، فاكتشفوا أعظم سر اقتصادي منذ 3000 سنة، وهو ما يُعرف اليوم بـ سلاسل التوريد، والتسويق الهرمي، وشبكات التوزيع المركزية، والتوكيلات الاجتماعية.
فتم تنظيم العمل الهرمي كالتالي:
وكيل/مكرب الولاية يدير مكاربة القبائل،
وهم بدورهم يديرون مكاربة المخاليف،
الذين يديرون مكاربة الدور،
الذين يديرون نقاط البيع في القرى والأرباع.
وقُسّمت هذه الشبكات إلى مجالات: مالية، ميكانيكية، حيوية، وغيرها.
النقاط المحلية في القرى كانت مسؤولة عن توزيع المنتجات للمستهلكين، واستلام المنتجات المحلية من أهالي القرية لمقايضتها بمنتجات أخرى أو تصديرها إلى قرى مجاورة.
مثال على التسلسل:
مكرب الدائرة يمر يوميًا على القرى، ويبادل المنتجات.
مكرب المخلاف يمر أسبوعيًا على الدوائر. ويبادل المنتجات
مكرب القبيلة يمر أسبوعيًا على مخاليف قبيلته. ويبادل المنتجات
مكرب الولاية يمر شهريًا على القبائل. ويبادل المنتجات
مكرب الدولة يمر كل فصل على الولايات. ويبادل المنتجات
مكرب القارة يمر كل نصف سنة على الدول. ويبادل المنتجات
وكانت المنتجات الأساسية: البخور، اللبان، التوابل، الأقمشة، القهوة...
ونجح هذا النظام في تحريك عجلة الاقتصاد للدولة السبئية، فتحولت
سبا الى جنات وانهار وقصور وبلدة طيبه سميت الارض السعيدة
فتحوّل الإنسان السبئي من الغزو إلى الإنتاج والعمل،
وصنع حضارته جنه بيده كما صنعها اليوم الصينيون والاوروبيون
والامريكيون والروس
صنع الانسان السبئي حضارته بيده
وبدأت المقايضة بالمنتجات حتى ظهرت العملات الذهبية السبئية (الذينار)، وسُمّيت بـ الأذهب كما ذكرت في النقوشأي الأرصدة النقدية.المقات (جمع مقة) كانت عبارة عن أسواق ومعارض، في كل قرية ومخلاف وقبيلة وولاية ، تحوّلت لاحقًا إلى:
مكبا (مخبا): بنك أو خزينة للعملات الذهبية،والممتلكات الثمينة
بيت الحج والعبادة: اندمج فيه الاقتصاد بالدين.
فكانت الأسواق والمعارض تُبنى بجوار المعابد، وتُوضع الخزائن وسط هذه المعابد لحمايتها من السرقة، بإشراف المكاربة/المكابين، رجال الدين والمال. كانت المكعبات/الكبات تبنى داخل المعابد لغرض
البنوك لتخزين سيولة الافراد والمجتمعات من الذهب في البداية
نظرا لقدسية المكان وامانه رجال الدين وعدم خلو المعابد من رجال الدين .
أدى هذا النظام إلى نهضة اقتصادية حضارية شملت كل ولايات ومكونات الدولة السبئية. فصار لكل كيان اقتصادي بنك مركزي، وناتج محلي، وصادرات وواردات، وسوق داخلي وخارجي، وجيش بشري اقتصادي يُعرف بـ المكارمة.
المكرمي كان يُختار من أبناء القرية أو الربع بحسب شهر ميلاده. فكان لكل أسرة مكرمي يجمع أموالها ويستثمرها. وتختار الأسر مكرمي الربع، ثم يختارون مكرمي القرية، ثم دار العشيرة، فمخلاف القبيلة، فالولاية، فالدولة، فالقارة.
وكان الاستثمار يتم لصالح المجتمع لا الأفراد، إذ مُنع الأفراد من العمل بالربا والتبنيك والمرابحة، وقُصر الأمر على المجتمعات والمكاربة فقط.
فأصبحت مهام المكاربة/المكارمة تماثل اليوم وزارة المالية، على كل مستوى إداري. حيث يتولون:
قبض الإيرادات،
صرف النفقات،
محاسبة الميزانيات،
تأمين الخزائن.
أقسام هيئة التكريب والمالية السبئية:
كانت متوفرة في كل قرية ودائرة ومخلاف وقبيلة وولاية سبئية
وكانت مقسمة كالتالي
1. قسم التكريب الحكومي
- مختص بالممتلكات والخدمات الحكومية في كل مستويات الدولة.
- إعداد السياسات المالية، القوانين الضريبية، تقديم السلع، جباية الإيرادات، صرف المصروفات، وتسجيل الأصول.الحكومية
2. قسم التكريب الاشتراكي
- مسؤول عن إدارة الاشتراكات (مثل الماء، التعليم الاغرام ).
- تسجيل المشتركين، قبض الإيرادات، تنظيم السعات والقوانين.
3. قسم التكريب الخدمي
- يعنى بتقديم الخدمات (الصحة، النقل...).
- تنظيم الأسعار، الإشراف على التنفيذ،
- توزيع الخدمات، استقبال الطلبات.
4. قسم التكريب السلعي
- معني بالسلع الغذائية، ويوصف كمتجر مركزي.
- استلام الطلبات، الإشراف على التسليم، التوزيع المحلي.
5. قسم التكريب التفصيلي
يُقارب أنشطة المقاولات والمفصلات المحلية.
يتعامل مع الطلبات الخاصة، ويشبه مكتب المصنع داخل القرى.
خلاصة الفكرة:
قد يبدو هذا النظام ضربًا من الخيال، ولكنه حقيقة تاريخية سبئية سبق بها السبئيون العالم منذ 3000 سنة، وتقوم عليها اليوم أعظم النظم الاقتصادية العالمية، سواء السرية أو العلنية.
وظيفة الهيئة هي دمج الأنشطة المالية في صندوق واحد لتقليل التكاليف، وتوفير تغطيات مالية أفضل، وتحرير الاقتصاد من الاعتماد على السيولة فقط، مع ضمانات مبنية على الجغرافيا وممتلكات الأفراد. ولأن المكاربة شبكة فيدرالية، ذات أيدولوجية منهجية، يبدأ تدريب أفرادها من الطفولة على إدارة المال، فقد نجحوا تاريخيًا في تقريب البائع من المشتري، وتعزيز الدخل للمجتمعات المنتجة.
والكثير من المميزات الاقتصادية السرية التي لايستوعبها الا رواد
وفرسان هذا الفرع هم لديهم الخبرة لتوصيل الاقتصاد للدول
الى ارقى مستوى دون اي متاعب الاقتصاد والبسنس لعبتهم
السهله .
استنتاج البحث:
المكارمة تعرّضوا لتشويه ممنهج عبر التاريخ، خاصة بعد الاحتلال القرشي قبل 1400 سنة، ضمن خطة لضرب الاقتصاد السبئي وهدم عموده وتدمير الفرع القبلي الرابع للحضارة السبئية .
لكنهم في الحقيقة، جزء أصيل من الحضارة السبئية، وجيناتهم تحمل أمانة الاقتصاد الوطني لهذا الوطن . وأي نهضة اقتصادية قادمة لليمن والدولة السبئية لا يمكن أن تنجح اقتصاديا إلا عبر المكارمة وخبراتهم.
إن الحضارم، والحرازيين هم المكارمة الذين انارو اقتصاديات
دول العالم كل الدراست والتقارير تثبت ذلك عندما يعودون الى
القرى والعشائر والمخاليف والولايات والقبل السبئية كما كانو ستتحول المجتمعات القبلية التي تعتقدون انهم مجتمع جاهلي لايمكن اصلاح ، انهم جذور الوطن واساسه سيعودون
مجتمعات حضارية منتجه ولن يستقر الوطن السبئي الا بهم
و المكارمة هم الأمل القادم لإحياء اقتصادنا. كما نحتاج إلى:
المزاينة لاستعادة الذوق والاناقة الحضارية،
الفقهاء لاستعادة الوعي والثقافة الحضارية ،
والمكارمة لاستعادة الاقتصاد.والمالية الحضارية
المقاوته لا ستعادة الدفاع والعسكرية الحضارية
والمقايلة لاستعادة السياسة والدبلماسية الحضارية
والمراغله لاستعادة الصناعة والمهنية الحضارية
..... علينا جميعا ان نستيقض ونكسر الحواجز والعقبات التي
وضعها الغزاه لتفريقنا وتشتيتنا وجعلنا تائهين قوتنا وحضارتنا
تبدا من كسر العزلة والغربة والمعايرة التي بيننا وتبدا عندما
نقطع الالسنة التي تعمل على تشويه وتهميش الاخر ...
عندما نعطي كل فرع عمله ومهمته وقيمته وقدره واحترامه
التي كانت عليه منذ ٣الف سنه . يكفي تخبط يكفي ضياع
يكفي هدم يكفي استهتار يكفي ولدانية وجاهلية وانانية
يكفي اعتزالية نحن جسد واحد
تنويه:
نعم، استخدمتُ ألفاظًا حديثة (كالكهرباء، والبنك) لتوضيح الصورة فقط، لأن المصطلحات القديمة يصعب فهمها أو ترجمتها بدقة. بحثي ليس فقط تاريخيًا، بل رؤية للمستقبل مبنية على أعظم قواعد النظرية السبئية.
هذا ما توصلت اليه الى حد الان قد تتغير امور مستقبلا
وقد اخطا في بعض او كل ما طرحت ارجو من كل من
وجد خطا ان يقوم بتصويبه وتطويره .
هذا ملخص للبحث وليس البحث كاملا
-------------------------------------
0 تعليق